إفتتاح أكاديمية الهاكرز الأولى من نوعها في العالم بدولة الدنمارك الهدف منها هو مكافحة التجسس و كسر الاتصالات المشفرة و قرصنة شبكات الإرهابيين اللذين يحاولون الدخول على أنظمة المعلومات في الدنمارك .
عادة ما يكون المطلوبون من قبل أجهزة الإستخبارات المحلية أو العالمية أشخاص ذوي سوابق عدلية خطيرة أو إرهابيين ذوي أعمال تخريبية ، ولكن ماحصل في الدنمارك هذا العام خالف تماما هذه القاعدة ، إذ قامت وكالة إستخبارتيه بنشر بيان على موقعها الرسمي مطلوب فيه هاكرز ، في الحقيقة ليسوا للإيقاف و البحث و إنما للإنتداب و العمل صلب وكالتها 🙂 .
دوافع إنشاء أكاديمية الهاكرز :
دفعت حاجة الحفاظ علي الأمن القومي في دولة الدنمارك إلى إعلان إنتداب لخبراء في مجال أمن المعلومات و كان ذلك عن طريق وكالة إستخبارات PET Politiets Efterretningstjeneste و ذلك لتدريبهم على طرق الإختراق الدفاعي و الهجومي صلب مركز تدريبي أطلقوا عليه إسم أكاديمية الهاكرز في سابقة أولى من نوعها في العالم.
و كان الدافع من وراء إنشاء أكادمية الهاكرز هو تعرض موقع الأنترنت الخاص بوزارة الخارجية الدنماركية في وقت مضى إلى هجوم إصطياد Phishing attacks لمدة 7 أشهر على التوالي وفق ماصرح به المسؤول الإعلامي للمركز الدانمركي للأمن المعلوماتي DDIS ، Danish Center for Cyber Security ، و كذلك موقع ويب البرلمان الدنماركي اللذي حجبت عنه الخدمة العديد من المرات عن طريق هجوم DDOS في شهر ديسمبر الماضي .
أضف إلى ذلك محاولات التجسس العديدة اللتي شهدتها إحدى أكبر شركات الإستضافة لمواقع الأنترنت في الفترة الممتده بين 2014 و 2045 حسب ما جاء في هذا التقرير ل DDIS .
طريقة الإعلان عن إنشاء أكاديمية الهاكرز :
في شهر مارس 2016 ، وضع جهاز المخابرات في البلاد إعلانات على صفحات كاملة في الصحف المحلية وعلى شبكة الإنترنت في محاولة لجذب الكفاءات المناسبة لمواجهة هذه التحديات. و أشهر جملة قامت الوكالة بالتسويق لها هي ” هل لديك ما يلزم لتصبح عضوا في قوة النخبة السرية؟ “
ومن المتطلبات المدرجة في الإعلان ، أن يكون للمترشح قدرات متطورة في البرمجة والرياضيات و التحليل المنطقي وسجل جنائي نظيف ، إضافة إلى ذكر الأهداف اللتي تسعى إلى تحقيقها أكاديمية الهاكرز وهي تطوير إمكانيات المتدربين لتعزيز الأمن المعلوماتي المحلي و درء الهجمات على المواقع و مهاجمة أنظمة المعلومات التابعة للعدو ، و ذكر مدة التدريب اللتي ستتراوح بين 3 و 4 أشهر ابتداء من أغسطس 2016 بدوام كامل حتى نهاية الفترة .
وفي تعليق على خبر إنشاء أكاديمية الهاكرز قال رئيس جمعية تكنولوجيا المعلومات السياسية Jesper Lund ، وهي منظمة غير حكومية : “إن الناس الذين يمكنهم أن يفعلوا ذلك موجودون ، ولكن السؤال ما إذا كانوا يرغبون في التضحية من أجل الدولة الدنماركية “.
الهدف من تأسيس أكاديمية الهاكرز :
من بين الأهداف الرئيسية اللتي وضعت في أجندة أكاديمية الهاكرز هي تخريج هاكرز قادرين على مكافحة التجسس و كسر الاتصالات المشفرة Secure communication و قرصنة شبكات الإرهابيين اللذين يحاولون الدخول على أنظمة المعلومات في الدنمارك .
وكما جاء في قول مدير وكالة المخابرات الدنماركية Lars Findsen :
“ليس من الضروري أن يكون المترشح ذو مهارات عالية في الإختراق بل يكفي أن لديه أساسيات مجال أمن المعلومات و نحن سنتكفل بتطوير و تحسين قدراته” .
و أضاف بالقول :” إن وكالة الإستخبارات تتطلع إلى إنتداب للأشخاص الذين لديهم درجة عالية من النزاهة الشخصية لأنهم سيتعاملونم مع أسرار ومعلومات حساسة.”
و ختم كلامه بعبارات تجلب العديد من الهاكرز بقوله :
” سوف نتيح للمتدربين فرصة إستخدام أساليب غير قانونية ، و و نقدمها لهم على طبق من الورد ، لو كانوا قد إستعملوها خارج نطاق الوكالة لتسببت بالكثير من المشاكل لهم و لزجت بهم في السجون “ .
و قد قام بتلخيص كل هذه الأهداف في مقولة واحدة ، الأستاذ المحاضر بجامعة تكنولوجيا المعلومات بكوبنهاغن Carsten Schürmann :
“إن الدنمارك تسعى إلى تكوين جيش إلكتروني قوي لأن الحرب القادمة هي حرب معلومات و ليست حربا على الأرض “